الموضوع
:
تفسير ابن كثير ( متجدد )
عرض مشاركة واحدة
12-17-2022 ~ 03:45 PM
ãÔÇÑßÉ ÑÞã
155
الإدارة
تاريخ التسجيل :
Aug 2014
ÚÏÏ ãÔÇÑßÇÊí : 3,633
معدل تقييم المستوى :
10
تفسير ابن كثير
@@@@@@
( إِلَّا مَنِ ارْتَضَىظ° مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا) [الجن : 27]
( إلا من ارتضى من رسول ) وهذا يعم الرسول الملكي والبشري .
ثم قال :
( فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا )
أي : يختصه بمزيد معقبات من الملائكة يحفظونه من أمر الله ، ويساوقونه على ما معه من وحي الله ; ولهذا قال :
( لِّيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَىظ° كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا) [الجن : 28]
( ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا )
وقد اختلف المفسرون في الضمير الذي في قوله : ( ليعلم ) إلى من يعود ؟
فقيل : إنه عائد إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
قال ابن جرير :
حدثنا ابن حميد ، حدثنا يعقوب القمي ، عن جعفر ، عن سعيد بن جبير في قوله : ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ) قال :
أربعة حفظة من الملائكة مع جبريل ،( ليعلم ) محمد صلى الله عليه وسلم ( أن قد أبلغوا رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا )
ورواه ابن أبي حاتم من حديث يعقوب القمي به . وهكذا رواه الضحاك والسدي ويزيد بن أبي حبيب .
وقال عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة : ( ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم ) قال :
ليعلم نبي الله أن الرسل قد بلغت عن الله ، وأن الملائكة حفظتها ودفعت عنها .
وكذا رواه سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة . واختاره ابن جرير .
وقيل غير ذلك ، كما رواه العوفي ، عن ابن عباس في قوله :
( إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ) قال :
هي معقبات من الملائكة يحفظون النبي من الشيطان ، حتى يتبين الذي أرسل به إليهم ، وذلك حين يقول ، ليعلم أهل الشرك أن قد أبلغوا رسالات ربهم .
وكذا قال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم ) قال :
ليعلم من كذب الرسل أن قد أبلغوا رسالات ربهم . وفي هذا نظر .
وقال البغوي :
قرأ يعقوب : " ليعلم " بالضم ، أي : ليعلم الناس أن الرسل بلغوا .
ويحتمل أن يكون الضمير عائدا إلى الله عز وجل ، وهو قول حكاه ابن الجوزي في " زاد المسير " ويكون المعنى في ذلك :
أنه يحفظ رسله بملائكته ليتمكنوا من أداء رسالاته ، ويحفظ ما بين إليهم من الوحي، ليعلم أن قد أبلغوا رسالات ربهم ، ويكون ذلك كقوله :
( وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه ) [ البقرة : 143 ]
وكقوله :
( وليعلمن الله الذين آمنوا وليعلمن المنافقين ) [ العنكبوت : 11 ] إلى أمثال ذلك ، مع العلم بأنه تعالى يعلم الأشياء قبل كونها قطعا لا محالة ; ولهذا قال بعد هذا :
( وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيء عددا ) .
ÊæÞíÚ
جاروط
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى جاروط
البحث عن كل مشاركات جاروط